هل هناك صداقة بين الأب والابن ؟

لا شك أن كل أب يتمنى أن يسمع هذه الكلمات في كل وقت ، بل ويتمنى أن يشاهدها ويتلمسها في مستقبل أبنه ، فقد أعجبني ذلك الموقف عندما التقيت مع ذلك الرجل في الستين من عمره وهو معروف بطيبته ، وأخلاقه العالية ، وسمعته الطيبة ، وتواضعه الكبير ، وكان يرافقه ابنه الشاب ذو العشرون عاماً ، والذي لا يقل أخلاقاً وطيبتاً عن أباه ، وبعدما سمعني هذا الأب وأنا أقول لإبنه : ( إن شاء الله تصبح أفضل من أباك ) فقال الأب والابتسامة تظهر على وجهه : إن شاء الله ، بعد ذلك قال الابن : لا لا .. إن شاء الله أكون مثل والدي تماماً لا أفضل منه .. فأنا لا أطمع بأكثر من ذلك ، فوالدي أطال الله في عمره يعجبني في كل شي ( يكفي أنه والدي وأخي وصديقي في نفس الوقت ، وهو أفضل الناس في نظري ، وأحب الناس لقلبي ) .
فللأسف اليوم نشاهد الحسرة والحزن على حال الكثير من الآباء الذين لم يتحقق لهم حتى نصف الأمنية المنتظرة في أبناءهم ، بل العكس هناك من الأبناء الذين يجعلون أبائهم يترددون كثيراً على السجون لمتابعة أحوال أبنائهم ، ومشاكلهم ، وقضاياهم التي لا تنتهي .
وهذه رسالة عاجلة موجهة لكل أب وهي ( كن صديقاً محباً قريباً كثيراً لأبنك ، تناقش معه أفضل الحوار ، وتصغي له ، وتعطيه الحرية في إبداء الرأي ، وتبتسم له أثناء الحوار ، وتتحدث له عن ماضيك ، وتروي له عن زمانك ، والشقاء ، والعناء الذي تواكبه في ماضيك ، أمنحه جزء من وقتك الثمين ، ازرع في نفسه الثقة حتى تتعب على تربيته كثيراً في البداية لترتاح أكثر عند النهاية ، فلا تكن جاف في حديثك معه ، ابتعد عن الإهانة والتحطيم ، وشاركه أفراحه وسعادته ، وتقف معه في أحزانه وهمومه ، ومايشغل تفكيره ، لتشاهد صورتك في مستقبل أبنك ، كن فخوراً به أمام أصحابك ، حاول أن يشاركك الرأي في بعض الأمور ، بهذه الأعمال يكون أبنك صديقاً لك وأنت خير صديق له ) حتى تعيش أجمل أيام حياتك لأنك نجحت في الاختبار وحصلت على شهادة ( الأب الصديق ) .
والسؤال .. لماذا يفضل الكثير من الآباء أن يظهر أبنائهم أفضل منهم في الأخلاق ، والطيبة ، والسمعة الحسنة ؟ وهل هذه الصفات الجميلة تتوفر في الابن بالصدفة ؟ أم هي نتيجة حصاد مايزرعه الأب ليشاهد اليوم الذي يصبح فيه ابنه أفضل حال منه ؟.

نعم هناك صداقة بين الأب والابن
اذا لم يكن لابد من الأب وهو الأدرى بابنه لأنه عاش معه اسعد لحظات حياته منذ بداية خطواته في هذه الحياة لذا فطريقه سهل ميسر لأن الابن دائما ينظر للأب على أنه القدوة لذا اي حركة أي سكنه وهو يرى ابيه في عيونه و الأب المحب لطفله يعطي بحب و ينصح بحب و اذا عاقب عاقب بحب مع حضن خاص بعد كل عتاب عنيف وهو لا ينتظر من ابنه الا العطاء والود والطاعة لمن كان محبا له دائما
ورضا الأب من رضا الرب ذلك هدف الأبناء الذين تربوا على طاعة الله ورسوله ويعلم اشد العلم ان اباه يجب ان يكون سعيدا دائما و يتألم الابن على اي وقت مضى وهو ينسى ان يرسم الابتسامه على وجه ابيه