من أشعارى ( النهر الخالد )

انا كالنهر الخالد يمشى * فى دروب الهوى لا يلقى حبيب
حاملا سفن صيد شريدة * تلقى فتاتا والشراك تهيب
والرياح فيه تغازلنى تارة * وتارة تغدر بى كاللهيب
امواجى مضطربة وعالية * كالبحر الهائج والغريب
لكنى حليما بالضعفاء مثلى * فلا اغدر بهم او اريب
كم غرقت فى نفسى كثيرا * كم شربت المر من نصب مهيب
لا يفهمنى صائد او زائر * لا يحدثننى احد ولا يجيب
شطآنى وحيدة تناجى ربها * اجبنى ايها الرحيم المجيب
كم ان دروب الهوى صعبة * بل اصبحت قليلة كما التنقيب
اصب مياهى فى بحور * لا تعرف الرحمة ولا تنيب
ليتها نادت على فى بحيرة * او صاحت بصوتها كالخطيب
لكنت اوقفت سيرانى برهة * ونظرت فى القاع وحتى المشيب
لكن صوتها ضعيفا ولا ادرى * تكاد تتعمد الهجر والهروب
او حتى لا تنطق شيئا * او حتى بدموعى تسخر وتخيب
يا سفنا بلا مأوى اقلعى عنى * واتركينى صافيا وكفى التخبيب
اهل الهوى ينعمون على ظهرى * وانا الوحيد سائرا بلا ترغيب
الا ترونى او تحسون بى * الا تداوونى بكلمة حتى او التطبيب
ام انى صرت هالكا ازلى فلا * يبحث عنى رحيما ولا طبيب
يحسبون ان مياهى عذب انما * بقطرات دمعى اصبح كالرهيب
لكنى رقيقا واسير بهدوء فلا * يراودنى غير المروءة والتحبيب
انبع من ماضى سحيق تاركا * كل الشوائب والالم المريب
اقطراتى احس بها احد * ادموعى لقت صافيا او مجيب
غير ربى بالطبع حاضرا * فهو للضعفاء والمهمومين قريب
امطر على من ماءك الصافى * فلا هى حاضرة ولا حتى تغيب
اصبحت شريدا لا ارى شيئا * يارب الضعفاء وحالهم فانت الرقيب
مياهى تنفد وتجف سريعا فى * زمن كثر فيه البغض والترهيب
اريد فيضانا هائجا منك * يزيل الالم عنى والترسيب
فانا الخالد باذنك وحتى * بعد موتى فلكل اجل كتاب كتيب
فيه صفحات مائى ناصعة * وهذا أأمل بفضلك ان اصيب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اقتباس :: لا يفهمنى صائد او زائر * لا يحدثننى احد ولا يجيب
شطآنى وحيدة تناجى ربها * اجبنى ايها الرحيم المجيب

سلمت الايادى
متميز بحق